قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
94517 مشاهدة print word pdf
line-top
حب الصحابة من العقيدة

...............................................................................


ابتدأ هذه الأبيات بالقول في الصحابة:
حـب الصحـابـة كلهـم لي مذهب
ومـودة القـربى بـهـا أتوسـل
ولكلـهـم قـدر عـلا وفـضـائل
لكنمـا الـصدِّيـق منهـم أفـضـل
قد كنت في أول ابتدائي للقراءة في حدود سنة ثلاث وستين عثرت على هذه الأبيات، وعثرت عليها في كتاب اليماني على عقيدة الكلوذاني .. في ذلك عن القول السديد في أمر التوحيد .
ولما رأيت الكلام في الصحابة؛ تعجبت كيف يدخل في العقيدة أمر الصحابة .
مع أن الصحابة هم الذين بادروا إلى الإسلام، وهم الذين نصروا الله ورسوله، فكنت أستغرب، أن إدخال أمر الصحابة في العقيدة لا مُناسبة له؛ ولكن بعد ذلك، وبعدما سمعنا كثرة من يطعن في الصحابة، ويضللهم، ويكفرهم، عرفنا أن السلف -رحمهم الله- اهتموا بفضل الصحابة ردا على من يكفرهم .
فلذلك أكثروا من ذكر فضائلهم في المؤلفات الخاصة، وفي المؤلفات العامة. لما حدث هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالشيعة، وسماهم السلف بالرافضة، وسبب حدوثهم في العراق في القرن الأول وما بعده، كان عليّ -رضي الله عنه- لما كان في العراق كان محبوبا عند أهل العراق ؛ لحسن سيرته، ولحسن إيمانه، فكانوا يحبونه حبا شديدا، وكان أهل الشام الذين مع معاوية يتهمونه بأنه تمالأ مع غيره على قتل عثمان فلذلك كانوا يُظهرون كراهيته، ولما تولى على العراق الأمير المشهور الحجاج بن يوسف في حدود سنة ثلاث وسبعين، أو أربع وسبعين صار يرى من أهل العراق محبتهم لعليّ حبا شديدا، فيحب أنه يظهر لهم كراهيته، فكان يأمر الخطباء أن يسبوه على منابر العراق .

line-bottom